الرسالة التي تضمنتها دعوة الرئيس ابو مازن لانتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، كانت بالغة الدلالة والاهمية، ليس لأنها – اي الدعوة – بالضرورة تمثل قراراً اجرائياً سيتم تنÙيذه، بل لأنها تمثل Ù…ÙتاØاً Ù„ØÙ„ بدا أنه قد استعصى، ولأنها ايضاً قدمته رئيساً قوياً، قادراً على اتخاذ القرارات الØاسمة، ÙˆÙÙŠ الوقت المناسب.
Â
Ùالرئيس توجه للشعب مباشرة، مبدياً استعداده لتØمل مسؤولياته وصلاØياته، مؤكداً انه يوجد هناك أمل بالخروج من المأزق، وبوضع Øد للمعاناة، Ùيما تضمنت رسالته دلالة ومعنى، Ù„Øركة Øماس بالذات، التي اعتقدت Ù„Ùترة بأن الØرص الذي أبداه الرجل وأكده اكثر من مرة، على عدم تجاوز ما يمكن أن يهدد الوØدة الداخلية، سيمنعه من اتخاذ مثل هذا القرار، Øين لوّØت وأكثر من مرة، ÙˆÙÙŠ كل المناسبات بأن مثل هذا القرار سيقود الى Øرب أهلية.Â
الساعات التي تلت دعوة الرئيس للانتخابات المبكرة، شهدت ردود Ùعل لم يسبق لها مثيل، من الضروري أن تكون دلالاتها قد وصلت الى الطر٠الآخر، ومÙادها ان الجمهور الواسع المؤيد للخطوة، لم يكن صامتاً الا على مضض، وأن الرئيس ذاته، كان يتØÙظ طوال الوقت الذي مضى، على اتخاذ مثل هذه الخطوة، انما كان يتعرض لضغوط كبيرة، تدÙعه بهذا الاتجاه، وقد اثبت رد الÙعل الÙتØاوي بالخصوص، ان إمكانات الØركة الجماهيرية وأدوات الرئاسة ÙˆØÙ„Ùاءها الميدانية، هي امكانات قادرة ومؤهلة للردع، وأنه ÙÙŠ Øالة الذهاب بالسير على الØبل المشدود الى آخره، Ùإن الرئاسة ÙˆÙØªØ Ù„Ù† تخسرا من أسوأ الاØتمالات Ùقط، بل ان الØكومة ÙˆØركة Øماس ستخسران اكثر مما تعتقدان Øتى هذه اللØظة. Ùإن اختارت Øماس تكسير أواني اللعبة، Ùقد بات لديها ما تخسره.Â
مع ذلك، وإضاÙØ© الى ما تضمنته الدعوة من رسائل ودلالات، Ùإن مجرد اثارة الجدل، Øول دستورية الخطوة، لا يمكن الرد عليه بما استند اليه الرئيس من استشارات Ùقهية ÙˆØسب، تشير الى ان رئيس منظمة التØرير ورئيس السلطة، يمكنه أن يوصي بØÙ„ السلطة ذاتها، Ùإن الرد المناسب، يضمن لمن يعترض أن يلجأ الى ما ÙƒÙله القانون الاساسي من اعتراضات تقدم الى اللجنة القانونية، ومن ثم الى هيئة القضاء. أي أن رÙض الخطوة، والاعتراض على ØÙ‚ الرئيس ÙÙŠ اتخاذها، له اطار ÙˆØ§Ø¶Ø ÙˆÙ…Øدد، هو غير ذاك الذي يتم Ø§Ù„ØªÙ„ÙˆÙŠØ Ø¨Ù‡ØŒ اي رÙض الدعوة بالتمرد والنزول الى الشارع، او التهديد بالاقتتال.Â
هناك ما يؤيد القول ان دعوة الرئيس ابو مازن، قد مثلت صÙØØ© ÙÙŠ Øوار داخلي، بل Ù…Øطة نوعية، نقلته من مستوى الجدل البارد، الى مستوى Øاسم، يعيد التذكير، بقرار سابق، كان قد اتخذه الرئيس بالدعوة الى الاستÙتاء، وكان من شأنه أن يقنع Øماس بقبول وثيقة الأسرى التي تØولت بعد ذلك الى وثيقة الوÙاق الوطني.Â
من شأن هذه الخطوة، أن تدÙع Øماس الى اعادة التÙكير، ÙÙŠ خياراتها، بعد جولة رئيس Øكومتها الخارجية، والتي على ما يبدو قد ساهمت ÙÙŠ Øسم خيارها، Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø§Ø³ØªÙ…Ø±Ø§Ø± ÙÙŠ سياستها الØالية، والإبقاء على Øكومة هنية، وهذا ما اكده الرئيس ÙÙŠ خطابه، Øين اكد Ø¨ÙˆØ¶ÙˆØ Ø¶Ø±ÙˆØ±Ø© اخراج السلطة من لعبة المØاور الاقليمية، وكذلك الإقلاع عن وهم امكانية ÙÙƒ الØصار، بالاعتماد على بعض عواصم الممانعة الاقليمية.Â
وليس ÙÙŠ ذلك مصلØØ© سياسية بØتة للÙلسطينيين، بل لأن ÙÙŠ عكس ذلك تجاوزاً للواقع، الذي يقول ان الÙلسطينيين ما زالوا تØت الاØتلال، وان تجاوز Øركة Øماس لمØددات اللعبة الديمقراطية، التي اوصلتها الى السلطة، Ùيه مغامرة كبيرة، Ùها هي تأثيرات الاØتلال، تؤكد قدرتها على اصطياد ما سبق ÙˆØققته Øماس، باعتقالها لأغلبيتها البرلمانية.Â
Ùيما كان من نتائج الØصار أن Ùقدت Ù†Ùوذها ÙÙŠ الشارع، اي انه لن يكون بمقدور Øركة Øماس الاستمرار ÙÙŠ مناكÙØ© ومعارضة، بل ومØاولة تغيير طبيعة النظام الذي جاء بها الى الØكم، وان ما تعتقده بأن صبر ساعة ÙƒÙيل بأن ÙŠØقق لها كل رغباتها، ما هو الا وهم، وها هو الاØتقان البالغ ÙÙŠ الشارع يؤكد هذا دون مواربة.Â
لا شك ان دعوة الرئيس للانتخابات المبكرة، من Øيث انها جاءت كدعوة، وليست كقرار، والدعوة موجهة الى الشعب، والى ممثليه من قوى ومؤسسات، اي انها تنطوي على اهمية التواÙÙ‚ بين هذه القوى، على هذه الخطوة، كمخرج، لا شك انها تضع Øركة Øماس تØت الضغط السياسي، Øيث ان الهد٠من هذا، هو دÙعها لأن تختار بين ما هو سيئ وما هو اسوأ، من وجهة نظرها.Â
ذلك ان ما هو جيد بالنسبة Ù„Øماس، اي بقاء الØكومة الØالية، واستمرار الوضع الراهن، هو امر غير Ù…Øتمل بالنسبة للآخرين، لذا Ùإن على Øماس، إن أرادت أن تكون جزءاً من النظام السياسي، جزءاً مقرراً، وإن أرادت الØÙاظ على “مكتسباتها” السياسية، المتمثلة بأغلبيتها البرلمانية، Ùإن عليها أن تقدم “تنازلات”ØŒ من شأنها أن تعيد الاستقرار الى نظام الØكم – اي التواÙÙ‚ بين الرئاسة والØكومة – وأن تÙÙƒ الØصار، عبر التواÙÙ‚ مع الشرعيات الÙلسطينية، العربية والدولية.Â
من هذه الزاوية، يبقى الباب موارباً، خاصة ان لجنة الانتخابات المركزية، قد اوضØت بأن هناك Ùترة ثلاثة شهور وعشرة أيام، تØدد موعد اجراء الانتخابات، بعد صدور المرسوم الرئاسي، وهكذا باتت الكرة ÙÙŠ ملعب Øماس، Ùإما القبول بوثيقة الوÙاق ومØدداتها، وإما الذهاب الى انتخابات مبكرة.Â
هناك اكثر من اشارة، تدعو الى التÙاؤل، اي الى ان Øماس لن تغامر بالذهاب الى انتخابات تخشاها، خاصة ان الذهاب اليها، لن تسبقه Øكومة ÙˆØدة وطنية، تراهن Ùيها على Ø¥Ùشالها، او عدم المشاركة Ùيها، لتعود الى ما كانت عليه Øالها قبل العام .2005 ÙÙŠ الوقت الذي تؤكد Ùيه التجارب السابقة، كذلك تجارب أشقاء عرب ÙÙŠ الجوار، بأن أطراÙاً عربية ستتدخل لتمنع الذهاب الى الخيار المدمر، وهذا ما Øدث أول من أمس ÙÙŠ غزة.Â
وكما يقول المثل، Ùإن “Øمّ الموس” قد ظهر خلال ثمان وأربعين ساعة، بعد اعلان الرئيس دعوته للانتخابات المبكرة، ÙˆÙÙŠ الوقت الذي يتم Ùيه تجاوز اللØظة الØادة، Ùإن اية عودة للØوار، ستبدأ مما هو موجود الآن على الطاولة، Ùإما المواÙقة على تشكيل Øكومة تتواÙÙ‚ مع الرئاسة، وإما العودة الى الشعب، الرسالة واضØØ© الدلالة، والØسم بات بانتظار قراءة صØÙŠØØ©ØŒ ممن تلقاها على الطر٠الآخر.Â