إرهاب دولة منظم يمارسه الاحتلال في غزة…!!!

بقلم / محمد بسام جودة

 بدأت أمطار الصيف تهطل وتتساقط و تخرق كل قوانين وشرائع الكون فاستهدفت البنية التحتية في قطاع غزة بقصد تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني، اختطف ممثلو الشعب من وزراء ونواب، هددت القيادات بالتصفية، ، وبدأت الاوكازيونات العربية و الدولية في إعطاء المهل لتسليم المجرم الأسير.

تحركت قوي العالم الظالمة العوراء من أصدقاء وأعداء فزعاً وجزعاً على جندي أسير كان يجلس في دبابته موجهاً مدفعها صوب أبناء شعبنا العزل ليطلق ويقتل متي شاء، وليسقط أبناء شعبنا شهداء وجرحى بالعشرات، تحرك العالم لإطلاق سراح مجرم حرب وقاتل محترف في جيش لا يوجد للأخلاق فيه مكان .

،وها نحن نري العالم كله يندد ويستنكر عملية الخطف هذه ويطالب القيادة الفلسطينية رئاسة وحكومة بالكشف عن هوية المختطفين ، وإطلاق سراح الجندي والا فانهم سيكونون تحت طائلة القصف والاغتيال والاعتقال ، فهذه الهجمة الإسرائيلية البشعة والبربرية الهمجية علي الشعب وسلطته الوطنية مجازة ومرخصة دوليا بشكل عام و أمريكيا علي وجه الخصوص لإسرائيل لاستخدام كل ما لديها من قوة لبطش وقتل بل ابادة كل الفلسطينيين من أجل هذا الجندي الأسطوري .

لم يسمع العالم أو يشاهد الطفلة هدى غالية التي صرخت بأعلي صوتها  عندما قتلت عائلتها أمام عينها علي شاطيء بحر غزة  بدم بارد من قبل أمثال المجرم الأسير، ولم تتحرك دول الجوار لوقف هذه المجازر والجرائم الغير إنسانية اوحتي أخلاقية ، لم يسمع العالم بكل ذلك ولم يسمع بأسرانا البواسل في سجون ومعتقلات الاحتلال.

عشرة ألاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال لم يحركوا أي ساكن لدي المجتمع الدولي والعربي ، عمليات خطف واعتقال وزراء ونواب فلسطينيين ولم يتدخل أي زعيم دولي أو عربي للاعتراض علي هذه الممارسات ،  اغتيال وقتل وتشريد وقصف وتدمير ومجازر وجرائم وانتهاك صارخ لكل المعاني الإنسانية والأخلاقية والقانونية ، حتي الأطفال الأبرياء لم يسلموا منها والعالم يتفرج وكأن تلك الممارسات مباحة ومسموحة لهذا الكيان ، وأي اعتراض عليها يعرض المعترضين إلي طائلة المسئولية والعقاب .

سحقا لهذا العالم ، وسحقا لهذا النظام الدولي  ، الذي تريد أمريكا حكمه بشريعة الغاب ،و يعطي ويمنح إسرائيل لأن تكون فوق القانون بكل مقاييسه .

أعتقد أن حملة أمطار الصيف الإسرائيلية هذه بكل قوتها وجبروتها لن تنجح أمام عزيمة وإرادة شعب مظلوم يبحث عن الحرية والاستقلال مهما بلغ حجم العدوان والدمار ، ولن يستسلم الفلسطينيين لأنهم مؤمنين بعادلة قضيتهم وثوابتهم وحقهم بالعيش بحرية علي ارض آبائهم وأجدادهم .

فلم يبقي لإسرائيل التي استخدمت كافة الوسائل والأدوات العسكرية لبطش الفلسطينيين ، ما تستخدمه أو تفعله إلا الإقرار  بحقوق ومشروعية  الثوابت الوطنية الفلسطينية .

أعتقد أنه مهما بلغت تضحيات شعبنا ، وصموده أمام آلة الحرب العسكرية الإسرائيلية ، إلا أنه  سينتصر ،لأننا نمتلك الإرادة والعزيمة والقناعة بحقوقنا المشروعة ، التي أقرت بها  كل المواثيق والأعراف الدولية .

فالتاريخ يذكرنا أن مهما بلغ الظلم والعدوان والمجازر والخسائر التي يلحقها المعتدين بالشعوب المظلومة والمقهورة ،حتما بعزيمة القوة والإرادة ستنتصر .

فهذا الكيان الإجرامي وحلفائه مارسوا أبشع عدوانهم ومجازرهم في لبنان والعراق والشيشان وأفغانستان ولكنهم فشلوا وأذلوا أمام إرادة وعزيمة المقاومة والحق المشروع للشعوب المقهورة بتحرير الأرض والإنسان .

وعلي الحكومة الإسرائيلية أن تعيد حساباتها والرجوع لمنطق العقل وليس لمنطق  القوة التي لن تجلب إلا المزيد من الدمار والكوارث ليس في غزة وإنما بالمنطقة كلها .

فهذا الأرعن أولمرت ووزير حربه المختل نفسيا بيريتس يعتقدون أن بهذه العملية الإجرامية والوحشية سوف يركعون الشعب الفلسطيني  الصامد، ويسقطون حكومته المنتخبة بشكل ديمقراطي حـر.

أعتقد أن كل المحاولات والممارسات الإسرائيلية المجنونة في قطاع غزة لن تجد له طريق لنجاحها فليس هناك أي ارتباط بين هذه الجرائم والعدوان الهمجي الممارس علي الأرض وبين إطلاق سراح الجندي المختطف ، فهذه العملية الوحشية خطط لها سلفا قبل عملية اختطاف الجندي .

فهناك وسائل وأدوات أخري يمكن لهذه الحكومة الإسرائيلية إتباعها لإطلاق سراح الجندي المختطف ،بدلا  من هذا الأجرام والعقاب الجماعي والدمار الكبير للبنية التحتية في غزة وهناك فرق كبير بين الاثنتين.

فهذه الحكومة الإسرائيلية الضعيفة التي تستند وتستمد قراراتها وسياستها من قبل جيشها وجنرالاتها تبشر بمدي حالة التخبط التي تعيشها والتي ستؤثر سلبا علي استمراريتها وبقائها.

لذلك اعتقد انه يجب علي المجتمع الدولي والعربي الوقوف أمام مسئولياته ،وأن لايقف متفرج علي هذه الجرائم التي تقترفها آله الحرب الإسرائيلية علي الشعب الفلسطيني وان تقوم بالتدخل ووقف إسرائيل عند حدها وردعها بدلا من إطلاق يدها لممارسة كافة جرائمها وعدوانها وبطشها ودمارها لشعبنا وقيادته الفلسطينية ، وحتي يمكن السيطرة علي هذه الأحداث في غزة قبل أن يصل اشتعالها ولهيبها في المنطقة بأسرها .

فالدماء الفلسطينية ليست رخيصة والإنسان الفلسطيني ليس رخيص ، والأسير الفلسطيني ليس مجرم والمقاومة الفلسطينية ليست إرهابية ، فالإرهاب والأجرام بعينه هو الجيش الإسرائيلي وحكومته وممارستها الغير أخلاقية أو إنسانية.

Check Also

Leader denies reports Hamas wants PLO alternative

CAIRO – A Hamas leader on Sunday played down reports that his group wanted to …