صحيفتي الكرامة والصباح تنفردان بلقاء صريح ومطول مع الاخ

: المولد والنشأة

س / فاروق القدومي تشكل من الأرض الطيبة ، كيف تشكل فاروق القدومي وما هي لحظات الطفولة ؟

عشنا في مرحلة انتفاضة الشعب الفلسطيني في الثلاثينات ونذكر أننا في ذلك التاريخ كنا نشاهد الثوار يناضلون ونسمع أخبارهم و صحيح أن هذه الذاكرة التي تعيدنا إلى سنوات الطفولة, ولكن هذه الأحداث رسخت في أذهاننا وخاصة ما بعد عام 36 و39 ثم مررنا بمرحلة الحرب العالمية الثانية وكنا نعيش في مدينة يافا بعد أن انتقلنا من قريتنا في قضاء نابلس وهناك تعلمنا في المدارس الثانوية والابتدائية.

الأسم الكامل هو فاروق رفيق أسعد أحمد القدومي ، ، متزوج من رفيقة دربه  السيدة نبيلة النمر وهي (عضو مجلس ثوري لحركة فتح )

 س- في أي عام ولدت ، وأين ؟

تاريخ الميلاد 1932 ، مكان الميلاد نابلس ..

لذلك أخي الأكبر هو الذي احتضن أفراد العائلة وذهبنا إلى يافا وكان هناك موظفاً في الشرطة.

 س- مع من انتقلت من نابلس؟

انتقلت مع عائلتي وولدت بعد وفاة والدي

س – ما هو أسم أخيك؟

شوكت وهو أخي الأكبر وكنا الاثنان نتعلم أولاً في مدرسة المنشية وبعد ذلك مدرسة العامرية وتخرجنا منها

س – ما هي الأسباب التي جعلتكم تخرجون من قضاء نابلس؟

أخي الكبير كان موظفاً في يافا ولهذه الأسباب تركنا القرية وذهبنا هناك.

 س- سكيف كان شكل التعليم بتلك الفترة؟

المعلومات التي كانت تعطي لنا في التعليم وان كانت معلومات ساخرة كان لها دلالات وإشارات وكان الأساتذة الفلسطينيون يعطونا في المدرسة أشارات تدلل لنا على أن الأجيال القادمة يجب أن تركز اهتمامها في هذه الدراسة من أجل إنقاذ الوطن الفلسطيني من الانتداب البريطاني ولا شك وجود الصراع بيننا وبين بريطانيا التي كانت تدعم اليهود في هذا التاريخ وتثير الفتن بمعني آخر أننا عشنا فترة كلها صراع والصراع أحياناً يأخذ شكل مسلح وأشكال أخرى بمعنى الدعايات والتحريض من بريطانيا ومساعدتها لليهود ومحاولات عمل كل ما يمكن من أجل خلق الفجوة  بيننا وبين اليهود في فلسطين وخاصة يافا التي  كانت تتصل بتل أبيب والصراع كان واضحاً وكانت كما قلت هذه العمليات التي تقوم بها بريطانيا واضحة ربما هدأت أثناء الحرب العالمية الثانية لكن الفجوة  كانت واضحة بالرغم أننا كنا نعيش بالقرب منهم.

س – هل كان هناك لجان للطلبة في تلك الفترة في المدرسة قبل النكبة؟

أولاً من المعروف أن المدرسة العامرية اتصفت بصفات وطنية فكانت المظاهرات هي صورة من الصور التي يقوم بها الطلاب.

 س- كيف كانت هذه المظاهرات؟

الطلبة يخرجون بالمظاهرات في مواعيد ومناسبات معينة ويرفعون الأعلام الفلسطينية ويطالبون بضرورة سقوط الانتداب وإقامة دولة فلسطينية يعيش فيها الجميع دون تمييز في الدين والعقيدة.

 س- هل كنتم تشاركون في هذه المظاهرات؟

طبعاً, كنا في سن المراهقة فلا شك أن ذلك أثر فينا, 

 س- هل كان لها تأثير في نشأتكم؟

نعم , بالفعل كنا نحرض الصحافة في ذلك التاريخ كان هناك جريدتان فلسطين التي كان صاحبها “عيسى عيسى” والدفاع “إبراهيم الشنطي”.

 س- بعد ذلك ماذا حدث مع أبو اللطف؟

خرجنا من يافا, دخل علينا ميشيل عيسى وقال كلها أسابيع وسنعود إلى يافا والغريب أن شعبنا صدق هذه القضية فخرج الكثير من أهل يافا وكان اليهود يسهلون خروج الفلسطينيين ونقول أن ميشيل عيسى الذي كان على رأس قوة من المناضلين  و بعد أن قاتلت يافا قتالاً مريراً بعد إعلان التقسيم بدأت الاضطرابات وكان الإنجليز يساعدون على إشعال هذه الفتنة حيث كان الكثير من الشباب الذين يذهبون إلى تل أبيب أو اليهود الذين يذهبون إلى بيت فاقان وهي في المنطقة الجنوبية يتعرضون من الفلسطينيين أو اليهود إلى الضرب إلى أخره.

لذا نقول إن التقسيم شرارة أشعلت الصراع بيننا وبين اليهود, ولا شك أن اليهود قاموا بالكثير من العمليات ضد الإنجليز وقتلوا العديد منهم من اجل إخراجهم لأن في تخطيطهم أن الدول اليهودية ستقوم خلال فترة من الزمن ولذلك كان التقسيم هو بداية قيام دولة إسرائيل, وساعدت أمريكا وبريطانيا وبشكل خاص بريطانيا لأن أمريكا عندما شعرت أن هناك صراع قد بدأ بين اليهود والعرب أرادت أن تعود عن قرار التقسيم لكن بريطانيا أصرت وهذا هو الخبث البريطاني.

 س- في عام 1948 كيف كانت لحظة الخروج من يافا؟ كيف كان الموقف؟

خرجنا مع الأسرة, وكانت هناك لجان قومية للدفاع عن يافا وهذه اللجان لا تستطيع أن توفر ما يمكن من السلاح للدفاع عن يافا وقلت عندما دخل ميشيل عيسى وكان مبعوثاً من القيادة العربية وقال لنا لا بد من الخروج وسوف نعود لأن وجودكم في يافا سيكون خطراً ومع الأسف كان هناك استجابة من الناس لأن القيادة لم تكن في مستوى الذي يمكن أن يدلل للشعب الفلسطيني على أن خروجهم ربما يكون  خروجاً نهائياً ويافا حقيقة لم تسلم بل قاومت في المناطق كلها في الجنوب والشمال ولم يستطع اليهود دخولها كان هناك مناضلون من تركيا ويوغسلافيا جاءوا إلى يافا للدفاع عنها وصمدت بعد التقسيم.

 س- هل كان هناك مؤامرة عربية أم أن هناك نوع من عدم التنظيم والدقة؟

لا شك في أن تشكيل القيادة العربية وإرسال جيش الإنقاذ كان مناورة لأن القوات العربية لم تكن في مستوى التدريب بالنسبة لجيش الإنقاذ أو الاستعداد والعتاد وأولاً السلاح لم يتوفر, ولليهود كان هناك سلاح متعدد خفيف وثقيل وكان لديهم طائرات جلبوها من تشيكوسلوفاكيا, والغريب الان  ان  تشيكوسلوفاكيا تحتفل قبل أيام بأنها تفتخر في دعمها لإسرائيل في قرار التقسيم وتحتفل في ذكرى مساعدتها لإسرائيل, كما أن البريطانيين تركوا الكثير من الأسلحة لليهود في معسكراتهم .

 س- بعد الخروج من يافا إلى أين ذهبت؟

إلى نابلس أقمنا  هناك سنتين ومن ثم ذهبت  إلى السعودية وقد التحقت أولاً بالجيش الأردني لفترة من الزمن “أسابيع” ولكن بعد ذلك ذهبت للعمل في شركة أرابكو للزيت ” سكك حديد الحكومة السعودية” التي تعهدت أرابكو في بناءها وكان عدد كبير من الفلسطينيين الذين عملوا في هذه الشركة بل مئات منهم وظفوا في شركة حديد الحكومة السعودية التي كانت ترعاها أرابكو.

 س- أثناء وجودكم في السعودية ما هي العوامل التي أثرت في تكوين ونشأة فكر أبو اللطف, نعرف أن هناك فكر قومي,بعثي, شيوعي, إسلامي؟

نشأت في هذا التاريخ أحزاب متعددة وبدأ الفلسطينيون ينتمون إلى هذه الأحزاب السياسية ولا شك حتى كان لنا تأثير على إخواننا من أبناء الدول العربية الذين كانوا يساعدون في دعم الاتجاهات الفلسطينية من أجل بناء أحزاب والنضال من أجل فلسطين وجلسنا هناك أربع سنوات في داخل السعودية وبعدها ذهبت إلى مصر  للدراسة في الجامعة الأمريكية في القاهرة وهناك التقيت بالأخ أبو عمار وأبو إياد وعدد آخر من هؤلاء واستمر نضالنا الطلابي.

 س- كيف تم التعارف بينكم وبين أبو عمار؟

كان اللقاء بيننا في رابطة الطلاب الفلسطينيين

س-  كيف؟

التقينا أثناء انتخابات الطلبة, كانت هناك اتجاهات فلسطينية, كان الأخ أبو عمار مهندساً بجامعة القاهرة, أنا كنت في الجامعة الأمريكية وأبو إياد ” صلاح خلف” في جامعة الأزهر, وعدد آخر من الزملاء, وأنا التقيت معه في هذه الرابطة وتعرفت عليه هناك , حيث كانت الشغل الشاغل لنا وكنا نذهب إلى الرابطة ونحتفل بالمناسبات المتعددة ونصدر المنشورات إلى غير ذلك , حيث كان هناك تكتل إسلامي وتكتل قومي وتكتل بعثي يعني اتجاهات وكان هناك عدد خاصة من القوميين السوريين في السعودية ممن جاءوا من فلسطين إلى لبنان وسوريا هؤلاء بالفعل كان نسبة كبيرة منهم قد انتموا إلى الحزب القومي السوري , أما بالنسبة إلى مصر كان معظم الذين جاءوا إلينا قوميون أو بعثيون أو أخوان  مسلمين خاصة من غزة.

 س- في أي سنة تأسست الرابطة؟

حوالي سنة 1949 وكانت موجودة في  القاهرة, وكان يدعمها محمد نجيب  وعندما جاء عبد الناصر قدم الدعم  والمساندة للرابطة 

 س- هل التقيتم مع محمد نجيب؟

 نعم التقى أبو عمار وبعض الأخوة معه وكان يساعدهم ويدعم هذه الرابطة إلى أن أصبحت كأنها وجود راسخ ويمثل الشعب الفلسطيني, وكانت هناك حكومة عموم فلسطين, والرابطة كانت عبارة عن مكتب كنا نستخدمه لأغراضنا السياسية كطلبة, لأنه  لم يكن فاعلاً بل كان هناك المسؤول عن هذا المكتب ويسهل لنا كل شيء لأن الحركة الطلابية ومن بعدها الحركة العمالية كانتا طلائع النضال الفلسطيني.

 س- كيف بدأ يطفو العمل السياسي على الرابطة؟

منذ البداية, كنا نحيي المناسبات الفلسطينية ندعو  الطلاب إلى الرابطة ويحيون هذه المناسبات عن طريق الكلمات التي كان يلقيها التيارات السياسية التي أشرنا إليها, وقلنا أن رابطة الطلاب الفلسطينية ساعدت روابط الطلاب العربية في المغرب العربي وحتى في سوريا من اجل أن  تكون هناك حركة عربية والرابطة الفلسطينية كانت أقوى رابطة في ذلك الوقت .

س- كيف كان الانتقال من فكرة الرابطة إلى الاتحاد؟

لأن أصبح لها فروع في جميع أنحاء العالم وتم الانضمام إلى اتحاد الطلاب العالمي ولهذا سمي إتحاد.

 س- من كان يمثل فلسطين في اتحاد الطلاب العالمي؟

طبعاً, ياسر عرفات. بداية الأمر كان أبو إياد وأبو عمار وعبد الفتاح حمود وهؤلاء الذين سبقونا بالدراسات وبعد ذلك تشكلت فكرة الاتحاد وشاركنا على المستوى العالمي.

س – وماذا عن تأسيس حركة فتح ØŸ

الحقيقة أن عدداً من الأخوة ومن بينهم الأخ أبو جهاد عملوا علي  إصدار مجلة فلسطيننا ,  وكانت تصدر في بيروت بإسم أخ من إخواننا اللبنانيين وفي الحقيقة الأخ أبو جهاد رحمه الله كان من البدايات وله تاريخ سابق وكان مناضلاً عندما دخل اليهود إلى قطاع غزة ،  ثم تعرف على بعض الأخوان ومنهم الأخ أبو عمار والأخ عادل عبد الكريم وعبد الله التمام ومنير سويد وبدأت في بداياتها وهذا ساعد على أساس إنشاء جبهة وطنية وقد ساعد على ذلك نجاح الثورة الجزائرية بعد فترة من الزمن واتسعت هذه اللقاءات, أنا عملت في السعودية في شؤون الزيت والمعادن ومن ثم انتقلت في عام 1960 إلى الكويت وهناك التقيت مع الأخ أبو عمار ومع الأخوة الآخرون وتم الانضمام والعمل مع باقي الأخوة إلا أن أنشأنا حركة فتح.

 س- إذن كيف جاءت فكرة إنشاء الحركة؟

هذه الفكرة في بدايتها هي عبارة عن هيكل البناء الثوري وضعها الأخوة وأيضاً بدأنا نجتمع مع الأخوة الذين نعرفهم الأخ أبو عمار والأخ أبو جهاد والأخ أبو السعيد والأخ عادل عبد الكريم والأخ أبو الأديب والأخ منير سويد والأخ عبد الله التمام هم النواة الأساسية التي تشكلت منهم الحركة  فهم كانوا ضمن تيارات سياسية سابقة تخلت عن انتمائها وآمنت  بعمل الجبهة, وبدأ التنظيم ولا شك في أن هذا التنظيم بدأ في إنشاء خلايا ليس فقط في الكويت بل في البلاد العربية جميعها.في البداية تشكيل حركة فتح كان عبر اللقاءات التي جمعتنا بصفة فردية من ثم تطورت تلك اللقاءات وأصبحت الأمور ناضجة في الوسط العربي والاتجاهات العربية بعد نجاح الثورة الجزائرية، قرر المجتمعون في وفد مؤتمر قمة عربي إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية, وعقد أول اجتماع في مدينة القدس عام 1964 وخلال هذه الفترة كانت حركة فتح قد امتدت في الداخل والخارج وقامت بعمليات دون أن تعلن عنها ولذلك شعر العرب أن الوسط الفلسطيني بدأ ينضج من حركة ثورية أو جبهة وطنية, وقلت أن نجاح الثورة الجزائرية عام 1962 كان له أثر كبير, حيث بدأ الكثير من الفلسطينيين يشكلون جبهات متعددة أو حركات وطنية نشأت مثل ( م.ت.ف) وكان لها باع طويل ولكن تميزت حركة فتح بأنها قامت بعمليات أي أنها كانت جبهة مسلحة من اللحظة الأولى لانطلاقتها وكنا على اتصال مستمر بمنظمة التحرير الفلسطينية والمفاوضات مستمرة كانت من أجل الانضمام إلى هذه المنظمة حيث كان هناك اجتماع في مدينة القاهرة فأصبحت ست منظمات فلسطينية شاركت فيه حيث كنت أنا والأخ أبو إياد وقدمنا مشروع معين من أجل أن ندفع بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى العمل المسلح وبعد ذلك انطلقت حركة فتح مع موافقة اللجنة المركزية التي اجتمعت ووافقت على الانطلاقة في 1 يناير 1965

كان الاجتماع الأول في الكويت وكنا نعمل عن طريق الاجتماعات الانفرادية ولم يكن الاجتماع بأعداد كبيرة وبهذه الطريقة تكون الاجتماعات حيث المشاورات وتم التوصل إلى تشكيل لجنة سياسية كنت أنا وأبو الأديب وعدد من الأخوة فيها.

 س- متى تم انتخاب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح؟

في الحقيقة بعد هذه الاجتماعات تم اقتراح أن يكون هناك لجنة مركزية وبالفعل أمين سر اللجنة المركزية وتتشكل هذه اللجنة تقريباً كان قبل عام 1965 بفترة قصيرة في الكويت.

 س- الأخ أبو اللطف, نريد أن تعطينا أسماء أعضاء اللجنة المركزية الأوائل ؟

أبو عمار وأبو اللطف و أبو جهاد, عادل عبد الكريم, عبد الله التمام , منير سويد, أبو يوسف النجار, صلاح خلف أبو إياد, عبد الفتاح حمود, أبو السعيد, وكان ( الشيخ أبو سردانة , وأبو ماهر غنيم في الأردن) هؤلاء هم الأعضاء المؤسسين .

 س- من كتب النظام الأساسي للحركة ؟

أولاً, كان هيكل البناء الثوري بعد ذلك استلمت أنا التنظيم ووضعنا كل هذه الأشياء من تنظيم خلايا وشعب ومناطق وغيرها وساعدنا في ذلك الأخ أبو إياد واعتمدنا على هيكل البناء الثوري مع مساعدة الأخوة جميعاً.

في أول اجتماع انتخب أبو يوسف النجار قائداً عاماً وأبو عمار كان نائب للقائد العام وبعدها أصبح أبو عمار هو القائد العام ونائبه أبو جهاد.

الانطلاقة والتواصل

س – كيف كانت العلاقة مع البلدان العربية في ذلك الوقت؟

سياستنا كانت عدم التدخل في الشؤون العربية مهما كلف الأمر وان العمل المسلح هو الأساس ووضعنا المبادئ والوسائل والأهداف, هذا هو التنظيم يعني تم ترتيب أمورنا بمعنى المبادئ فلسطين أرض عربية ثانياً الوسيلة هي الكفاح المسلح, والهدف هو تحرير فلسطين وبناء دولة ديمقراطية نعيش فيها,ثم جاء التنظيم كيف يتم اعتماد الخلية مروراً باللجنة المركزية, حيث هذه الأنظمة بالفعل نضجت مع الزمن.

بعد حادث عام 1966 الذي وقع في سوريا وهو استشهاد الضابط المعروف يوسف عرابي ومحمد حشمت سنة 1966 ووضع كل الإخوة الموجودين في سوريا في السجن منهم ( أبو جهاد وأبو عمار وأبو صيري وغيرهم.

س – ما هو دوركم في إطلاق سراحهم ØŸ

نحن ذهبنا هناك من أجل حل المشكلة ولا شك أن صلاتي الجيدة بسوريا حقيقة ومعرفتي بالأخوة هناك استطعنا حل المشكلة وبقي أحد إخواننا عبد المجيد زغموط موجود في السجون السورية حتى توفي , وبعد ذلك حكم على عبد الكريم العكلوك وذكريا عبد الرحيم عدة اشهر  وبعد انتهاء مدة محكوميتهم خرجوا من السجن  , أما عبد المجيد بقي هناك لأن المحكمة حكمت عليه أنه هو المذنب والله أعلم .

هذه المشكلة أسمها مشكلة يوسف عرابي قتل ضابط في الجيش السوري وهو فلسطيني كان  يعمل معنا ومحمد حشمة وهو ضابط جاء من العراق وكان شاباً ممتازاً يعمل مع الأخ أبو عمار نتيجة خلافات شخصية بالفعل أدت إلى هؤلاء الأثنين استشهدوا فخلقت صورة بيننا وبين الأخوة في سوريا بمعنى أن الحادث وقع في سوريا وهم معنيون أن يحققوا في هذا الحادث بالعدل لأن كان هناك تدخل في هذا الامر من الشعبة الفلسطينية التابعة لحزب البعث ثم القيادة العامة ( أحمد جبريل) حيث سبق واشتركنا معه في العمل الفدائي لأنهم كانوا من الأوائل الذين قاموا بعمليات فدائية.

 س- هزيمة ال 1967 كيف أثرت على انطلاقة الحركة؟

يجب أن لا ننسى أن الأخ أبو عمار تفرغ منذ عام 1965 وكما تفرغ الأخ أبو يوسف النجار كقائد عام ثم أبو عمار ولكن بعد فترة نتيجة من الممارسات  تم انتخاب الأخ أبو عمار حيث أصبح هو القائد العام لأنه كان يدخل الضفة الغربية قبل وبعد ال 67 وله صلات بالقوة العسكرية الفدائية الفلسطينية, يعني كان يتصل بعدد من الأخوة لا أذكر أسمائهم  لكن هناك أحد الأشخاص الذين أتصل بهم أبو عمار كان أسمه أبو نبيل من الخليل وكلها كانت أسماء حركية وكان يتصل بالداخل والأردن لأن انطلاقتنا كانت من الأردن .

 س- ماذا تعني كلمة ” حتى يغيب القمر ” ØŸ

هي كلمة السر لموعد الانطلاقة يعني منها بدأت العملية الأولى للحركة.

اللقاء التاريخي الأول بالرئيس جمال عبد الناصر

 س- كيف أثرت هزيمة ال1967 على الحركة؟

في الحقيقة أنها أثرت  بالنسبة لمعنويات العرب وخاصة مصر والقائد عبد الناصر وهذه الهزيمة تركت أثراً كبيراً بالنسبة للقيادة العربية حيث  كانت ممثلة في مصر وبالرئيس جمال عبد الناصر ولكن على الرغم من ذلك نحن قررنا أن نستمر في عملنا المسلح والمعروف على أن إسرائيل وجهت حملتها العسكرية أولاً ضد سوريا وجاء عبد الناصر وحذر أن أي مساس بسوريا هو ماس بكل العرب واستنفر الجيش فكانت الخدعة الأمريكية في أنهم يريدون حل المشكلة حلاً سلمياً وطلبوا من الرئيس عبد الناصر أن يرسل أحد من أعضاء مجلس الثورة ليتفاهموا سياسياً كما ان السفير الروسي أتصل بالرئيس عبد الناصر بساعات متأخرة من الليل يقول إن الولايات المتحدة تقول إنكم سوف تهاجمون إسرائيل ,  فقال لا إن جينسون أتصل بنا وسنرسل ذكريا محي الدين للتفاهم وكانت هذه خدعة من الولايات المتحدة لأنهم عندما ذهب وطار إليهم السيد محي الدين ووصل إلى المغرب كانت الطائرات الإسرائيلية تضرب المطارات المصرية فهي كانت خدعة كبيرة للعرب وللاتحاد السوفيتي في ذلك التاريخ, وصحيح أن المعنويات تأثرت عند استقالة الرئيس عبد الناصر وخرجت الجماهير تطالب بعودة الرئيس عبد الناصر وكأنها نسيت النكسة التي حصلت, نحن في ذلك التاريخ كنا نحاول أن نتوصل إلى الاجتماع بالرئيس عبد الناصر, فذهبنا أنا والأخ أبو عمار ومحمود مسودة إلى مصر لمقابلة الرئيس عبد الناصر قبل عام 1967 ولكن لم نستطع فقط دعانا صلاح نصر ولذلك عدنا دون اللقاء بالرئيس عبد الناصر لأن أبو عمار كان ممنوعاً من دخول مصر , لكن أنا كنت حلقة الاتصال وقبل أن يعرف أحد غادر القاهرة فوراً أبو عمار فجاءت المباحث تسأل  أنت أبو اللطف جئت إلى هنا لماذا؟ في الحقيقة أول دعوة منهم لم أستجب لها “وأخبرت المخابرات العامة والمخابرات العسكرية أن تسهل هذه العمليات قبل الاجتماع بعبد الناصر بعد النكسة حاولنا من أجل مقابلة الرئيس عبد الناصر وتوفقنا بذلك , كان معي الأخ أبو إياد وهو ممنوع من الدخول وكان معنا الرائد خالد وهو عضو مجلس ثوري, أنا أولاً ذهبت والأخ الرائد خالد إلى مركز الأهرام القديم قابلنا محمد حسنين هيكل وقلت له نحن نريد علاقات سياسية وليست علاقات مخبرية فأمهلنا 10 دقائق بعدها عدت إليه وقال غداً ستقابلون رجل سياسي, فقلت له إن هناك أخ عضو في القيادة سيأتي معنا فأخبرت الاخ أبو إياد, وذهبنا إلى منشية البكري فهو في الطريق قال سنقابل على صبري, وأنا قلت نعم , ولكن عندما اتجهنا نحو منشية البكري فضحكت, قال ماذا, قلت له يبدو أننا ذاهبون لزيارة الرئيس عبد الناصر فقال هذا صحيح ودخلنا هناك وقابلنا الرئيس عبد الناصر وكان هذا أول لقاء معه في شهر نوفمبر 1967 وفي هذا اللقاء حدد لنا مبلغ عشرة ألاف جنيه واستعد لاعطاءنا السلاح.

وبدأت الحديث معه وقلت له نحن فتية آمنت بالله وبربهم ووطنهم ومنا من هو القومي والبعثي والأخ المسلم والناصري وقال ليس لدينا حزب أسمه الناصري, قلت له أنا ناصري يا سيادة الرئيس, فضحك, وقال له الأخ أبو إياد إن هذه الحركة بدأت كجبهة وطنية وديمقراطية فقال له الرئيس عبد الناصر سنقسم رغيف الخبز بيننا وبينكم وحدد كما قلت مبلغ 10 ألاف جنيه, وقلت له إن شمس الدين لا نريد التعامل معه ورويت له قصة خلاف بيننا وبينه عندما قامت المخابرات المصرية في غزة بضرب موسى عرفات على رأسه وأغمي عليه في الحقيقة أنا كنت أرسلت موسى عرفات إلى هناك وعندما ذهبنا إلى شمس فكان اللواء محمد صادق قد قال أروي القصة له, فرويتها, فقال هل هذا الشخص مات, فقلت له أحمد الله انه لم يمت ولذلك رويت هذه القصة وضحك الرئيس عبد الناصر قال إذن العلاقة السياسية مع محمد حسنين هيكل ولا نريد مخابرات وبدأت علاقتنا السياسية من خلال هيكل والعسكرية من خلال اللواء محمد صادق, واستمرت علاقتنا مع اللواء صادق وبعدها ألتقي الرئيس عبد الناصر بالأخوة أبو عمار وأبو السعيد والكثيرين من الأخوة…الخ.

في تلك الفترة كان الأخ هايل عبد الحميد ” أبو الهول ” هو مندوباً لنا في مصر حيث كان مسؤولاً عن التنظيم الطلابي وهذه هي بداية العلاقة والرئيس عبد الناصر ساعدنا وصار الضغط على أن تسلم منظمة التحرير الفلسطينية إلى المنظمات الفلسطينية وكانت ست منظمات وأحدثنا بعض التغيرات فيها منها تغيرات على مستوى الميثاق حيث بعض البنود التي لم نوافق عليها, ودعمنا بذلك المقاومة المسلحة.

 س- كيف كان الدور السوري في هذه الحالة ؟

لا شك في أن الدور السوري يدعمنا دعماً كاملاً وكانت الرئة التي انطلقنا منها ولا شك أن المنظمات الأخرى الفلسطينية احتضنتها سوريا وبعد ال 67 انتقل النشاط إلى الأردن ودخلنا إلى هناك من خلال سيارات الجيش العراقي واستقبلتنا الحركة الوطنية الأردنية لأن هذه العملية رفعت رأس العرب ولا شك في أن معركة الكرامة في 21-3-1968 كان لها الأثر الكبير الكبير على الشعب والمسؤولين.

وكان هناك قرار فلسطيني هو لا بد من أن نشترك  في هذه المعركة لأنها لنا وقد ساعدنا فيها اللواء مشهور حديثة الذي كان في الجيش الأردني وكان هناك أربعة أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح يشرفون على هذه المعركة كان ( أبو عمار , وأبو اللطف, وأبو إياد , وأبو صبري) حيث كان أبو جهاد في تلك الفترة في الجزائر مندوباً لنا هناك حيث كانت الثورة الجزائرية في بدايتها.

نحن خسرنا في هذه المعركة 93 شهيد, يعني ثلث الموجودين هناك وكانت بطولات حقيقية, فكان الأخ أبو يوسف النجار في غور المريق عضو اللجنة المركزية مثلاً الحاج إسماعيل كان معه ( ديكتاريوف مكسورة أبرته), أذكر هؤلاء أن عدد  كثير من الأخوة استشهد منهم وأذكر أن الطالب ربحي الذي كان طالباً في ألمانيا قد استشهد.

 س- كيف كان تقيمكم لهذه المعركة ؟

كان الإصرار يجب أن يكون الصمود لا الهروب..

 س- أخي أبو اللطف  لم يكن هناك توازن للقوى؟

صحيح , الصمود هو عامل أساسي لأن الإسرائيليين استهانوا بنا وكان موشي دايان دائماً يقول إن المقاومة في يدي كالبيضة اقفشها  في يدي لذلك استهان بنا وكانت الخسائر كبيرة التي وقعت في الجيش الإسرائيلي إلى حد أن المظاهرات قامت في حيفا وكان حينها أشكول رئيساً للوزراء فقال المتظاهرين يجب أن تعلموا أن من يضع يده في وكر الدبابير فلا بد أن يتحمل لسعها ,  فهذه كانت معركة خزي للجيش الإسرائيلي الذي هزم العرب, ولا شك في ان الجيش الأردني أبلا بلاءاً حسناً بقيادة اللواء مشهور, ولذلك حركة فتح دخلها المئات بل الآلاف وفتحت البلاد العربية الأبواب لنا.

س – هل كان للفلسطينيين علاقة بما حدث بأيلول الأسود أم إن هناك عوامل خارجية أخرى؟

ليس هناك عوامل خارجية أخرى, ولكن نقول إن الجهل وعدم وجود تجربة لأن الصدام بيننا وبين الأخوة هناك كان خطأ وكان من الممكن أن نتلاشى هذا الصدام  حيث كان تحريض من الجهتين في الداخل ووجود ” ضياء الحق ” وهو ضابط باكستاني كان له أثر كبير وهو كان يدرب الجيش الأردني حيث كان حاقداً علينا وهو الذي قتل رئيس الوزراء الباكستاني ” على بوتو” الذي كان صديقاً لنا والذي قال إذا قتلت فكسينجر هو المسؤول عن قتلي Ùˆ” ضياء الحق ” هو الذي ساعد في اقتراف هذه الجريمة, ولا شك أن هناك أخطاء بسبب قلة التجربة من ناحية وطبعاً كل نظام يدافع عن وجوده.

لكن شعارنا كان عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وهذا ما عملت به حركة فتح  , نعم تم استيعاب الحركة الوطنية الأردنية التي كان من المفروض أن تكون في جانبنا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الظروف المحيطة كانت لا تساعد مطلقاً خاصة أننا قلنا لا نتدخل في الشؤون الداخلية في البلدان العربية وأنا ذكرت الأخوة نحن جئنا لنحرر فلسطين وليس لاستلام الحكم, لكنه جهل بحسن نوايا حيث هناك تحريض خارجي بمعنى القضاء على هذه الحركة لأن ثورة تكون في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن توافق عليها الولايات المتحدة الأمريكية لأن الشرق الأوسط ممتلئ بالبترول ومن مصلحة الولايات المتحدة أن تحافظ على امتيازاتها البترولية.

 س- أخي أبو اللطف ماذا حدث بعد الخروج من الأردن ؟

الحقيقة ساعدنا الرئيس جمال عبد الناصر إلى الانتقال  لبيروت من خلال الاتفاق الذي عقد بيننا وبين لبنان في عام 1969 وأعطيت بموجبه هذه الاتفاقية أرض سميت بأرض فتح التي عقدت ساعدتنا إلى الانتقال هناك على أساس أن نكون في هذه المنطقة , ولكن كان هناك تحريض مثلاً استشهد “جلال كعوش” وهو من القوة التي سميت بالقوة المعارضة في ذلك التاريخ ,  ثانياً استشهد لنا 13 شخص في الكحالة, بمعنى أن هناك قوى معارضة لبنانية وأقول معارضة , نعم, شعرت أن وجودنا سيمس بسلطتها في لبنان وخاصة أن ” كمال جنبلاط ” كان هو قائداً وطنياً لبنانياً هناك وبالفعل ساعدنا إلى حد كبير ولذلك وجدت القوى الأخرى أن هذا سيخل بالمعادلة الطائفية بلبنان ولذلك نشأت ” الكتائب والنمور” وهذه القوى بالفعل بدأت تتحرك ضدنا ونحن انغمسنا مع الحركة الوطنية بهذا العمل.

ولم يكن هناك سهلاً أن نتجنب مثل هذا الصراع ونحن بذلنا الجهود من أجل تجنب مثل هذا الصراع حيث كان التحريض الخارجي والإسرائيلي بشكل خاص مع الجانب الكتائبي والنمور وخاصة هؤلاء الصفات بهم بعيداً على أن تكون صفات وطنية فهم ” أحقار”  ولكن الآخرين كانوا يرون تحالفنا مع قوى وطنية داخل لبنان سيساعد الحركة الوطنية ضدهم ,  لذا إسرائيل دخلت بقوة إلى لبنان وقدمت مساعدات عسكرية وتدريبية كبيرة وكان هناك إسرائيليين يأتون إلى المناطق الشرقية ويقابلون قيادات لبنانية معارضة حتى أن ” شارون” ساعدوه إلى ان  يصل إلى المنطقة الشرقية.

 س- بعد حرب أكتوبر 1973 هل كانت لديكم خطة للتعاطي مع عملية التسوية القائمة حينها؟

أولاً, عام 1973 كانت حرب تشرين /أكتوبر, ولا شك في أننا شاركنا بهذه الحرب, وكنت أذكر أن الرئيس محمد أنور السادات قد دعا كل من أبو إياد وأنا إلى ” فندق برج العرب  ” في مصر وقال لنا غداً ستكون الشرارة, وسوف أدخل قناة السويس وبعد عشرة كيلو متر سأتوقف وستأتي الدول الكبرى لتتوسط بيننا, وأنا أريد أن تستكملوا المشوار, بمعنى أن نأتي ب 500 إلى 400 فدائي, في الحقيقة, وبالفعل كدنا نصدق, لكن قامت تلك الشرارة وذهب الأخ أبو إياد وأخبر أبو عمار بذلك وأحضر بعض الأخوة وشاركنا في هذه الحرب عن طريق جيش التحرير الوطني الفلسطيني وبعض مقاتلي فتح وعلي رأسهم الأخ أبو عمار وقاتل في القناة.

بعد ذلك بدأت المحاولات من أجل الحوار وعقد مؤتمر جنيف الذي حضره الأخوة في مصر حيث رفضوا أن نحضر هذه الاجتماعات وأضف إلى ذلك بدأت المحادثات من أجل فك الارتباط على الجبهة المصرية وبعدها فكها على الجبهة السورية إلى أن بدأت محادثات التسوية.

 س- ما هو موقفكم من عملية التسوية ؟

أن عملية التسوية لم تكن ترغب إسرائيل في أن نكون أعضاء في عملية التسوية والرئيس السادات وجه لنا دعوة ولكن إسرائيل رفضت رفضاً قاطعاً.

 س- يقال إن القيادة الفلسطينية ضيعت في تلك الفترة فرصة المشاركة؟

ليس هناك فرصة, إذا كانت إسرائيل قد رفضت وجود علم فلسطين في الفندق الذي عقد فيه الاجتماع, كما إنها رفضت في فترة أخرى أن يجتمعوا في ” فندق فلسطين ” في الإسكندرية لأن أسمه فلسطين والذي وجه الدعوة لهم الأخوة في مصر, لكن إسرائيل رفضت رفضاً قاطعاً.

 س- هل فعلاً كان هناك قراراً للمشاركة ؟

هذا ما قاله السادات عندما توقفت الحرب, وقال إنكم ستأتون معي إلى جنيف ولكن في حقيقة محادثات فك الارتباط رفضوا فك الارتباط مع الأردن وقالوا إن الأردن لم يشترك في الحرب, حيث هناك ضمانات قدمها كسينجر عام 1975, وهي عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية حتى تعترف بالقرار 242 وبحق إسرائيل بالوجود, هذه الضمانات قدمت بأكثر من ثلاث صفحات, قدمت لإسرائيل من كسينجر, وإذا قرأنا هذه الضمانات فهي مثل التي قدمها بوش لشارون, ونرى إن إسرائيل لم توافق على وجودنا في هذه المؤتمرات التسووية.

Check Also

Leader denies reports Hamas wants PLO alternative

CAIRO – A Hamas leader on Sunday played down reports that his group wanted to …