ماجد كيالي
ظلّ التأريخ للنكبة عند الÙلسطينيين، زمناً مسكوناً بالمأساة، والقلق إزاء Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ والسؤال عن معنى الهوية والوجود والمستقبل. ومع ذلك ÙØ¥Ù† التأريخ للنكبة لم يسلم، ÙÙŠ غالبيته، من ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ والسكوت والتناسي والمجاملة، ÙÙŠ Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© للتعايش مع الواقع السائد، أو Ø§Ù„ØªØØ§ÙŠÙ„ عليه، أو العيش ÙÙŠ نوع من الأمل.
النتيجة أن ÙØ¹Ù„ Ø§Ù„ØØ¬Ø¨ والسكوت والتناسي والمجاملة أدّى إلى نشوء وعي سياسي قاصر، كونه أدى إلى لجم الوعي الشامل واللازم بالنكبة، لإدراك مكوناتها الØÙ‚يقية، ووضع أسباب تجاوزها، أو نقضها.
ÙÙŠ الØÙ‚يقة Ùقد ØØ¬Ø¨ التÙكير بالنكبة عديد من الوقائع، أكثر بكثير مما أظهر منها، ÙØÙƒÙ‰ جانبا من الرواية، وسكت عن جانب آخر منها، لأغراض متباينة. هكذا Ø£ØÙŠÙ„ ÙØ¹Ù„ النكبة، على الأغلب، إلى عملية مؤامرة على العرب، أو إلى جهود أطرا٠خارجية، أو إلى ÙØ±Øµ أضاعها العرب (وضمنهم الÙلسطينيون)ØŒ سواء ÙÙŠ تعاطيهم مع القوى Ø§Ù„Ù†Ø§ÙØ°Ø© على الصعيد الدولي(ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡Ø§)ØŒ أو ÙÙŠ عدم أخذهم ما يمكن أخذه من جزء من وطنهم! ويجري التدليل على ذلك Ø¨Ø±ÙØ¶ قرار التقسيم، الذي بات العرب، والÙلسطينيون خاصة، يقبلون اليوم بما هو أقل منه بكثير، وبعد أكثر من خمسين عاما من الصراع الطويل والمرير ضد المشروع الصهيوني!
 المهم أن التÙكير ÙÙŠ النكبة، والتأريخ لها، استغرق، طوال العقود الماضية، ÙÙŠ عرض المؤامرات على العرب، ودور العامل الخارجي، ÙˆØ§Ù„ÙØ±Øµ الضائعة، بدلاً من ØªÙØÙ‘Øµ تاريخ النكبة، بمعناها الØÙ‚يقي والشامل، ÙÙŠ العوامل الذاتية، الداخلية، التي أدّت إلى ØØµÙˆÙ„ها، ثم إلى Ø§Ø³ØªÙØØ§Ù„Ù‡Ø§ واستمرارها، والتي من ضمنها:
 تخل٠البني والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقاÙية، ÙÙŠ المنطقة العربية، وضع٠البني المؤسساتية، وغياب أو تغييب دور القوى الاجتماعية، ÙÙŠ مواجهة مجتمع ØØ¯ÙŠØ«ØŒ يعتبر جزءا من الغرب وامتداداً له، بكل ما يعنيه ذلك، وبما يمثله من قيمة Ù…Ø¶Ø§ÙØ© بالنسبة إلى إسرائيل.
بالنسبة Ù„ØØ¯ÙŠØ« المؤامرة Ùيمكن كش٠ريائه ÙÙŠ كثرة الوثائق والوقائع التي تؤكد Ù…Ø¹Ø±ÙØ© قادة العام العربي، والÙلسطيني، بمخططات بريطانيا ÙˆØ§Ù„ØØ±ÙƒØ© الصهيونية، بدءا من نشاطات هرتزل والمؤتمرات الصهيونية، مرورا بوعد بلÙور ودعم الدولة المنتدبة (بريطانيا) للنشاط الصهيوني، وصولا إلى هجرة اليهود وتزايد النشاط الاستيطاني ÙÙŠ Ùلسطين، والذي تجسّد ÙÙŠ مؤسّسات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقاÙية، ما ÙŠÙØ¶Ø ضع٠الاستعداد العربي لمواجهة هذه المخططات، على مختل٠المستويات، ومن ضمنها المستويين السياسي والعسكري.
وبالنسبة لمزاعم Ø§Ù„ÙØ±Øµ “الضائعة”ØŒ Ùهي لا تصمد أمام أي ØªÙØÙ‘Øµ منطقي، وواقعي Ù„Ù„Ø£ØØ¯Ø§Ø«ØŒ ولموازين القوى ÙˆÙ„Ù„ÙØ§Ø¹Ù„ين السياسيين، آنذاك، إذ لم يكن بالإمكان تصور قبول الÙلسطينيين، والعرب عموما، آنذاك، باقتطاع جزء٠كبير من وطنهم لإقامة دولة غريبة عليه، لمجموعة من المستوطنين، طوعا وعن طيبة خاطر، بخاصة وإنهم لم يكونوا يملكون التØÙƒÙ‘Ù… بالسيادة على أرضهم، بسبب الانتداب البريطاني، أو بسبب هيمنة النظام الرسمي العربي على قراراتهم. Ø¨Ø§Ù„Ù…ØØµÙ„ة، وبغض النظر عما أراده الÙلسطينيون والعرب، Ùقد تم ØØ³Ù… المسألة بقوة الدولة المنتدبة (بريطانيا)ØŒ وبالتعاط٠الدولي مع اليهود، ومع ØØ±ÙƒØªÙ‡Ù… الصهيونية، ÙˆØ¨ÙØ¶Ù„ تنظيم المستوطنين لأوضاعهم، واستخدامهم القوة العسكرية، وإمعانهم ÙÙŠ ممارسة المجازر والأعمال الإرهابية، ضد الÙلسطينيين العزل، وهو ما جعلهم يسيطرون على 77% من الأراضي الÙلسطينية، ÙÙŠ ØÙŠÙ† أنهم لم يتمكنوا طوال نص٠قرن، من النشاط الاستيطاني ÙˆØÙƒÙˆÙ…Ø© الانتداب، من السيطرة إلا على ØÙˆØ§Ù„ÙŠ 7% من هذه الأراضي.
هكذا ÙØ¥Ù† مراجعة متأنّية للÙكر السياسي العربي (والÙلسطيني ضمنه) الذي تصدّى لموضوع النكبة يكش٠كم هي Ø§Ù„ØØ§Ø¬Ø© Ù…Ù„ØØ© لمشروع Ùكري جديد لإعادة قراءة النكبة، ونقد الÙكر الرسمي، والأساطير السائدة ØÙˆÙ„ها. وبالطبع ÙØ¥Ù† هذه المراجعة لا ينبغي أن تتأسّس على وعي الماضي أو ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ Ø¨Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ كما لا يجوز التÙكير عكس ذلك، بالتعامل مع متطلبات Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø± باعتبارها دعوة Ù„Ø§Ø³ØªØØ¶Ø§Ø± الماضي.
أما المسكوت عنه، أو Ø§Ù„Ù…ØØ¬ÙˆØ¨ØŒ ÙÙŠ رواية النكبة، واستمرارها، ÙˆØ§Ø³ØªÙØØ§Ù„Ù‡Ø§ØŒ Ùيتمثل بردّة Ø§Ù„ÙØ¹Ù„ العربية الرسمية إزاءها؛ إذا أردنا تجاوز ØØ§Ù„ المجتمعات العربية المغلوبة على أمرها.
وما ÙŠÙ„ÙØª الانتباه، بهذا الخصوص، أن الرواية الرسمية العربية ØÙˆÙ„ النكبة، دعّمت الرواية الرسمية الإسرائيلية، التي ØªØØ¯Ø«Øª عن هجوم جيوش سبع دول عربية، على الدولة الإسرائيلية الناشئة، وكي٠أن هذه الدولة الصغيرة تغلّبت على الجيوش العربية الكبيرة والكثيرة! ولكن أية جيوش هذه، والدول العربية خارجة للتو من عباءة أنظمة الانتداب، لا سيما وأن عدد Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ هذه الجيوش بالكاد بلغ بضعة عشرات Ø§Ù„Ø£Ù„ÙˆÙØŒ وهي بكل الأØÙˆØ§Ù„ لم تزد عن عدد Ø£ÙØ±Ø§Ø¯ الجيش الإسرائيلي، Ù…ØÙ…لة Ø¨Ø£Ø³Ù„ØØ© ÙØ§Ø³Ø¯Ø©ØŒ كانت عبئا عليها، هذا ÙØ¶Ù„ا عن تشتت قياداتها وارتهان إرادتها. وهذه الجيوش للآس٠ليس أنها لم تستطع التغلب على “العصابات الصهيونية”ØŒ بل أنها لم تستطع الØÙاظ على المناطق التي ØØ¯Ù‘دت للعرب ÙÙŠ قرار التقسيم.
أيضا ثمة مسؤولية للنظام العربي (آنذاك) عن هجرة يهود البلدان العربية إلى إسرائيل، بخاصة من العراق واليمن وشمالي Ø£ÙØ±ÙŠÙ‚يا، Ùهذه الهجرة Ø¶Ø§Ø¹ÙØª عدد اليهود ÙÙŠ إسرائيل، ÙÙŠ السنوات الخمس الأولى لقيامها، وأمدّتها بالقوة البشرية اللازمة لمجمل أنشطتها. ومعرو٠أن يهود هذه البلدان لم يؤيّدوا Ø§Ù„ØØ±ÙƒØ© الصهيونية، ولم يستجيبوا لدعواتها لهم للهجرة إلى Ùلسطين، قبل 1984ØŒ أي قبل النكبة وقيام دولة إسرائيل.
ÙÙŠ مقابل ذلك  Ùقد استقبل النظام العربي الÙلسطينيين المشردين، باعتبارهم لاجئين غرباء، إذ باتوا موضوعا ديمغراÙيا وأمنيا، ووسيلة للتوظي٠السياسي القطري والضيق، بالرغم عنهم.
 كذلك لم يتم Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ أسباب عدم تمثّل الÙلسطينيين ÙÙŠ المجتمعات العربية، وكأن المعاملة التمييزية لهم تثبّت وطنيتهم! كما تم تناسي مسؤولية النظام العربي السائد، ÙÙŠ ØÙŠÙ†Ù‡ØŒ عن إجهاض Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙˆÙ„Ø© الكيانية الأولى للÙلسطينيين، والمتمثلة بقيام “ØÙƒÙˆÙ…Ø© عموم Ùلسطين (1948).      ولم ÙŠÙØ³Ø± Ø£ØØ¯ سبب تعطّش الÙلسطينيين إلى كيان وإلى جواز Ø³ÙØ±ØŒ كما لم ÙŠÙØ³Ø± سبب اصطدام البعد Ø§Ù„ØªØØ±Ø±ÙŠ Ø§Ù„Ùلسطيني بالنظام الرسمي العربي، أو الميل الرسمي لتدجين Ø§Ù„ØØ§Ù„Ø© الÙلسطينية وعلاقة ذلك بعملية التسوية. ÙˆÙÙŠ الغالب مرت هذه التطورات والمواق٠من دون أي ØªÙØØµ أو ØªÙØ³ÙŠØ± جدي.
 هكذا ÙØ¥Ù† الÙلسطينيين Ø¨ØØ§Ø¬Ø© ماسة للتأسيس لوعي جديد وشامل، للنكبة، لأسبابها ولنتائجها، كما لكيÙية تجاوزها. وعيا يمكنهم من العودة للانخراط ÙÙŠ التاريخ الواقعي. وعيا لا يتأسس على النسيان، كما ولا على إعادة إنتاج الذاكرة، إلا بما يؤدي إلى تجاوزها بنقدها والبناء عليها، بما يخدم Ø§Ù„ÙˆØØ¯Ø© المجتمعية للÙلسطينيين وتعزيز هويتهم، ÙÙŠ إطار وعيهم التاريخي لانتمائهم العربي، ÙÙŠ مواجهة سياسات التغييب والإلغاء الإسرائيلية. وعيا يتأسس على معادلات Ø§Ù„ØØ§Ø¶Ø±ØŒ للانتقال من ØÙŠØ² الذاكرة إلى الØÙŠØ² المعاش، ومن نطاق الØÙ„Ù… إلى نطاق الواقع. ومن Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الأيدلوجيات إلى Ù…ÙØ§Ù‡ÙŠÙ… الاستراتيجيات؛ بÙهم إيجابي للسياسات ولموازين القوى وللواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، بخاصة ÙÙŠ هذا الزمن زمن الدولة القطرية، ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ù†Ø³Ø¨ÙŠØ§Øª.